منادي, عثمان2019-09-242019-09-242017-03-252437-0584https://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/3846لم تظهر الحواضر في التاريخ المعروف فجأة ،ولكن سبق ظهورها فترات ممتدة من الزمن كان الإنسان يجمع فيها الثروة، ويقنن المعارف ،ويرقي القدرة التنظيمية له، ولذويه ممن اتفقت أهوائهم وتوحدت مصالحهم في التجمع والارتقاء . فالمدينة كمفهوم اجتماعي أنساني تعد مرحلة كبرى على سلم مراحل التطور البشري لم يكن يصلها الإنسان دون أن يكون قد تخطى المراحل السابقة ،وهي المراحل التي اعتمدت في الأساس على مرحلتي الرعي والزراعة، وعندما تمكن الإنسان من جميع ذلك تراه قد استقر في مدن، فقد ضمن شرابه وغذاءه وكساءه، وتسنى له ان ينظر بعقله الى أمور الحياة الدنيا، فظهر الفكر والتاريخ والابتكارات ومن ثم توسعت المدن وأصبحت نواة قوية ومتكاملة انبثقت منها صور الحضارة المعنوية والمادية التي نعرفها الآن عن الإنسان في العصور التارخية المختلفة 1. تعد دراسات الحواضر من الدراسات المهمة، وذالك لان المدنية وتطوراتها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية والسياسية تمثل الوحدة الحيوية والجزء الفعال من حركة التقدم الحضاري لأي مجتمع من المجتمعات، والمدينة هي حضارة وهي تعادل تعبير الأمة لذلك أخذت بعض الجامعات العربية والغربية على عاتقها أقسام علمية ومواد دراسية تتناول دراسات المدن، وتركز على الحياة الفكرية والعلمية بها، فجامعة قسنطينة مثلا فتحت عام 2006 دراسات عليا (ماجستار) بتخصص عنوانه " المدينة '' وكان من نتائج هذا التوجه الاهتمام بهذا النوع من الدراسات والبحوث المتعلقة بالحواضر من مختلف القارات والمراحل التارخية والحضارة هي المكان الطبيعي للفرد المتمدن المتحضر، وذلك لأنها تمثل رقعة حضارية، يتجمع فيها الناس من مختلف الأجناس ينشغلون. في أغلبيتهم بأنماط إنتاجية غير زراعية 2. كانت الحاضرة تبدأ بنواة عمرانية وتتطور وتتشكل لتأخذ الملامح الأخيرة، وإن اختلفت في بعض التفاصيل ارتباطا بالنشأة أو العوامل البيئية والمحلية 3. كان للحاضرة الإسلامية، والممالك التي نشأت في غرب افريقيا دور كبير في تأسيس الحواضر ولعبت القبائل العربية والبربرية الدور الأهم في عمارة وازدهار تلك المدن، حتى سمي العرب القاطنون في مدن افريقيا عادة حضرا 4 وقد تناول مصادر الرحلة والتاريخ أهم هذه الحواضر التي نشأت، ووصفوا موقعها، وعمرانها وشوارعها ومهن سكانها، وتضاريسها، ونباتها فتكلم ابن خلدون مثلا عن هذه الحواضر قائلا هي: "بسائط يتكون مزاجها تارة بمزاج التلول، وتارة بمزاج الصحراء بهوائها ومائها ومنابتها " 5، وظلت كتابات البكري والإدريسي وابن حوقل وابن بطوطة وابن خلدون والوزان وغيرهم، الى وقت قريب تحل الصدارة وحدها في هذا المجال ومنذ القرن الرابع عشر الميلادي أضيفت للمصادر العربية، ما كتبه العلماء السودانيون، أمثال القاضي محمود كعت وعبد الرحمان السعدي 6 . وقد تعدد أسباب تأسيس حواضر السودان الغربي وتنوعت عوامل ازدهارها، من الموقع الذي يعد طريق لتجارة الذهب او القرب من المجاري المائية، او محطات قوافل التجار التي تخترق الصحراء باتجاه الشمال 7 أو العوامل السياسية الأخرى التي حولت غاو، وولاته، تنبكت، و جني إلى مراكز وهج فكري في القرن السادس عشر 8. وانطلاقا من وظيفة الحواضر القائمة على الارتقاء المعنوي بالإنسان، الذي يرتبط بازدهار الحياة العلمية، كان هذا البحث من اجل إبراز حقائق تتعلق ب: 1-التعريف بحواضر السودان الغربي . 2- دور حواضر غرب افريقيا في الحياة العلمية . 3-إظهار الإرث الحضاري للمدينة الافريقية ذات التأثير الاسلامي . 4-إبراز وظائف المدينة في مجال التطور الفكري والعلمي والحضاري . 5- رسم صورة واضحة عن تلك الحواضر التي لم يبق من آثارها إلا القليل على اعتبار أن الكيان المادي للمدينة اضعف من الحضارة المعنوية التي تخرج منها ، بفضل العلماء الذين عاشوا فيها وبقيت آثارهم عبر التاريخ Urban studies became omnipresent these days due to the socio-economic, political and intellectual development the city is going through. Urban studies represent a vital unit and an active element in the progress of the society. The city, by itself, is a civilisation for it is the manifestation of the structure of the nation. Thus, Arabic and Western universities took on their shoulders the creation of departments and classes that are meant to urban studies, the scientific and intellectual atmosphere in it. Constantine University, for example, initiated in 2006, post-graduation studies entitled "urbanism". Amongst the result of such a trend, the attention paid recently to metropolises and the researches connected to it as well as its history across the universe. Civilisation is the coordinate place for a civilised person, because the city is a civilised peace of any country where different races gather together, share their concerns which are most of the time productive not agrarian. Civilisation starts as an urban core that develops and transforms to its final features though some changes maybe noticed due to the environmental and local elements. The basic elements of the foundation of metropolises in Western Sudan, and its prosperity are diverse. Its strategic situation that facilitates the trade in gold, close waterways, being a stopping place for merchant caravans that penetrates the Sahara towards the North, together with other political features that transformed Gaw, Wulatah, Tenbekt and Jeney into a centre of high intellectual activity in the 16th century. From the role of metropolises which is built on the moral superiority of humanity linked to the scientific development of any nation, there came this research to bring to light facts concerning what follows: 1. The definition of metropolises in Western Sudan. 2. The role of West African metropolises in the scientific field. 3. Demonstrating the urban heritage of the African city with an Islamic effect. 4. Demonstrating the urban functionalities in the intellectual, scientific and metropolitan fields. 5. Drawing a clear picture of those metropolises that hardly exist nowadays due to the materialist being of the city that weakened the incorporeal civilisation that ever existed there thanks to the scientists that lived there once and what they left behind.Arالممالك الاسلامية، غرب افريقياحواضر الممالك الاسلامية في غرب افريقياArticle