حسيني, خالددفرور, رابح2020-01-222020-01-222019-11-13https://dspace.univ-eloued.dz/handle/123456789/4710الملتقى الدولي الرابع حول صناعة الفتوى في ظل التحديات المعاصرة 13-14 نوفمبر 2019 معهد العلوم الإسلامية - جامعة الشهيد حمه لخضر – الواديلا يخفى أن منصب الإفتاء منصب جليل القدر رفيع المقام، وأن صاحبه ومرتقيه له من الشأن والمكانة ما يغبطه عليه غيره، فالمفتي يرشد الناس إلى الطريقة الصحيحة في أداء ما خلقهم الله عز وجل من أجله؛ وهو تحقيق العبودية له وحده لا شريك الله، وينير لهم طريق الاستقامة على الصراط المستقيم، ويكشف لهم ما يباح من المسائل والأعيان وما يحرم، ويفتح لهم مستغلقات المسائل والإشكالات التي تعتري كل بني آدم في شتى نواحي الحياة، فيربط كل شيء بحكمه الشرعي الصحيح، إلى غير ذلك مما يقوم به من أدوار الكبيرة وخدمات جليلة، يتعدى نفعها عموم المسلمين. وبقدر هذه المنزلة العظيمة التي تبوأها وشرفِها، يكون خطرها عليه إن أساء استغلالها ولم يرع لها حقها، وفرّط في شروطها ومتطلباتها، لذلك يجب على من تصدر لهذا المنصب أن يكون مستجمعا لشروطه وضوابطه، فهو سينقل للناس أحكام الله عز وجل وشرعه، وما أعظمها وأخطرها من مهمة. التعريف بالموضوع وأهميته: ومن أهم الشروط التي ينبغي عليه تحصيلها لبلوغ هذا المنصب على وجهه -زيادة على التأهل العلمي المتكامل- شرطُ تحصيل الورع في الفتوى؛ وما أعظمه من أمر جليل يقع بسبب التقصير فيه خلل كبير في الفتوى، وينصرف بذلك حكم الله في المسائل من وجهه الصحيح إلى وجوه أخرى تابعة لهوى المفتي أو مآربه، لذلك وجبت العناية بهذا الجانب القلبي لدي المفتي، وتبيين مكانة الورع بالنسبة إليه مع بيان صوره وآثاره، حتى يلتزم المفتي بهذا الشرط على وجهه، فتكون فتاواه أقرب شيء إلى حكم الله تعالى الحقيقي في المسألة، وتبرأ ذمته من السؤال بين يدي الله تعالى فيها، ويعرف الأضرار التي تنتج عن تضييعه فيحذر من الوقوع فيها.Arالمفتي، ورع المفتي، الفتوىورع المفتي وأثره على الفتوىOther